تبرز الهند بسرعة كمركز عالمي للسفر، مدفوعةً بالزيادة الكبيرة في السياحة الوافدة إليها، وذلك وفقاً لأحدث تقرير صادر عن Booking.com بعنوان "كيف تسافر الهند 2024 - تحرير السياحة الوافدة". يكشف التقرير الذي تم إعداده بالتعاون مع شركة أكسنتشر عن رؤى حول الانتعاش القوي لقطاع السياحة الوافدة في الهند. ويلقي التقرير الضوء على تغير تفضيلات المسافرين ودوافعهم بالإضافة إلى التأثير العام على الاقتصاد الهندي.
الهند واحدة من أكثر الوجهات شعبية في جنوب آسيا. وقد ساعدتها مناظرها الطبيعية المتنوعة وتراثها الثقافي الغني على أن تصبح الوجهة الأولى للسياح الأجانب. وقد أدى هذا الازدهار السياحي إلى تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة. بلغت عائدات النقد الأجنبي من السياحة 15,3 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2024. وهذا يمثل زيادة قدرها 17.6 مليار دولار أمريكي عن عام 2023.
ويؤدي تدفق الزوار الدوليين إلى تحفيز الاقتصادات المحلية، ومن المحتمل أن يوفر 58 مليون وظيفة بحلول عام 2033. ومن المتوقع أن تساهم صناعة السياحة بـ 512 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028 في الناتج المحلي الإجمالي للهند، وهي زيادة كبيرة عن عام 2023.
كيف ينظر العالم إلى الهند كوجهة سياحية؟
يكشف التقرير عن عدد من الاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على المشهد السياحي في الهند. وتستند هذه الاتجاهات إلى دراسة استقصائية أجريت مع مسافرين يخططون لزيارة الهند خلال الـ 12-24 شهراً القادمة، وتحليل البيانات الخارجية.
يخطط أكثر من نصف المسافرين الدوليين لزيارة الهند بمفردهم، في حين يعتزم 22% الجمع بين الرحلة وزيارة دول آسيوية أخرى. وهذا يدل على أن الهند وجهة سفر رئيسية ومحطة إقليمية في آن واحد.
وقد حلت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المملكة المتحدة وألمانيا، محل الصين وكندا وبنغلاديش كأكبر الأسواق الوافدة للهند. كما انضمت هونغ كونغ وأستراليا وإيطاليا وهولندا إلى الأسواق العشرة الأولى الوافدة بحلول عام 2024.
بينما تستمر مدن المترو مثل دلهي ومومباي وبنغالورو وجايبور في جذب غالبية السياح، تكتسب المواقع الأقل شهرة شعبية. تُعد هامبي وليه باتنيتوب وخاجوراهو من بين الأماكن التي شهدت نمواً مضاعفاً في شعبيتها على أساس سنوي. وهذا يدل على اهتمام المسافرين المتزايد باستكشاف مناطق الجذب السياحي المتنوعة وغير المعروفة في الهند.
يخطط حوالي 44% من المسافرين القادمين إلى الهند للعودة إلى الهند، بناءً على تجاربهم الإيجابية. وعلاوة على ذلك، يخطط 41% من المسافرين لاستكشاف من 2 إلى 4 وجهات خلال زيارتهم بينما يخطط 35% منهم لتغطية خمسة إلى عشرة مواقع، مما يسلط الضوء على الرغبة في تجربة متنوعة في جميع أنحاء البلاد.
شهدت صناعة السياحة في الهند تغيراً كبيراً. ففي حين أن 52% من السياح يختارون باقات سفر كاملة، فإن 40% منهم يحجزون مكونات فردية. وتؤدي المنصات الإلكترونية دوراً حاسماً في تسهيل تجارب أكثر مرونة وتخصيصاً للمسافرين.
السياحة في الهند: الفرص والتحديات
يسلط التقرير الضوء على التحديات التي يواجهها الزوار الدوليون، على الرغم من استمرار نمو الهند وتجاربها التحويلية. ومما يعيق رضا المسافرين محدودية خيارات التخصيص (49%)، وعدم وجود باقات سفر سلسة تجمع بين الرحلات والإقامة والأنشطة (51%)، والزيادة في المعلومات (43%).
وقد علّق موغدها سينها، المدير العام للسياحة في حكومة الهند، على النتائج. تهدف "رؤية 2047 للسياحة" إلى الارتقاء بالسياحة الوافدة إلى الهند عشرة أضعاف، وجعلنا وجهة عالمية رائدة. نحن نعمل على الاستفادة من تحليلات البيانات والتكنولوجيا لرفع مستوى عروضنا وضمان أن يختبر المسافرون أفضل ما في الهند، من النقاهة إلى المغامرة إلى السفر المسؤول.
وعلق سانتوش كومار، رئيس قسم شبه القارة الهندية وإندونيسيا في بوكينج دوت كوم، قائلاً: "يشهد قطاع السياحة الوافدة إلى الهند نمواً غير مسبوق، مدعوماً بتراثها الغني ومناظرها الطبيعية المتنوعة. تتضح سمعة الهند كوجهة عالمية من خلال الزيادة الكبيرة في عدد الوافدين الأجانب. وقد أثبتت قدرة الهند على تقديم مناطق حضرية صاخبة ومناظر طبيعية هادئة على حد سواء أنها عامل جذب رئيسي للمسافرين الباحثين عن تجارب أصيلة وغامرة.
قال أنشول جوبتا، المدير الإداري وقائد السفر في مراكز التكنولوجيا المتقدمة في أكسنتشر في الهند: "يُعرّف قطاع السياحة في الهند بأنه "نمو يقوده التحول". يمكن للهند أن تضع نفسها على خريطة السياحة العالمية من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتبسيط عمليات السفر وتعزيز تجربة الزائرين وزيادة تبسيط العمليات.
الطريق إلى الأمام؟
يشدد التقرير على أهمية تسريع نمو الهند في تبسيط التأشيرات، وتوسيع خطوط الطيران الدولية المباشرة، والترويج لعروض السفر المتنوعة التي تقدمها الهند. سيعتمد نجاح الهند المستمر كمركز عالمي للسفر إلى حد كبير على الجهود التعاونية بين أصحاب المصلحة والاستثمارات المستهدفة في الموارد الرقمية.
